الحضرة وسيلة صيد اغرقتها التقنية

http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1256923050041493300.jpg
الحضرة إحدى الوسائل التقليدية القديمة لصيد الأسماك في المملكة ومنطقة الخليج. فالحضرة، أو الحظرة، تعني حظر السمك أي منعه من الخروج إذا دخل إلى شباكها. ويستخدمها الصيادون لمختلف أنواع الأسماك بالقرب من المياه الضحلة. وتصنف من وسائل الصيد الرئيسة قبل أكثر من 30 عاما.
وتصنع الحظرة قديماً من جريد النخل وما تحتويه النخلة من ليف وسعف وعذوق، حيث يستخدم كحبال و”قمبار” وغير ذلك، وأضيفت إليها بعد ذلك الشباك الحديدية أو ما يعرف “بالسيم” وخيوط النايلون وأعواد البامبو التي تعرف بـ”الخطرات، وهي وسيلة متوارثة بدأت تنقرض ولم يبق ممن يمارسها سوى أشخاص معدودين.
أسلوب قديم
يقول الصياد أبو علي الزايد من الدمام: أن الصيد عن طريق الحضرة هو أسلوب قديم ويستخدمها الأوائل من الآباء والأجداد بالقرب من المياه الضحلة.
ويضيف قائلا: إن هذه الوسيلة منتشرة على معظم سواحل الخليج من عمان حتى الكويت. ومع وجود ما يسمى بالطفرة الاقتصادية والامتداد العمراني الكبير ووجود المنشآت الاقتصادية على طول ساحل الخليج، بدأت تتلاشى قبل أكثر من 30 عاما.
وكان الصيادون قبل ثلاثة عقود من الزمن يمارسون صيد الاسماك بهذه الوسيلة بجانب الوسائل الأخرى.
وسيلة متوارثة
ويتحسر الصياد بوحسين قائلا: من المؤسف ان هذه الوسيلة المتوارثة اصبحت في عداد الوسائل الحرفية التراثية التي أوشكت على الانقراض، ولم يعد يمارسها سوى أشخاص قلة ومنهم من صرف النظر عنها بسبب بعد موقعها عن المدينة، وعدم وجود السواحل.
ويؤكد الصياد صالح الراشد أن الحضرة كانت وسيلة ناجعة لممارسة الصيد، وكانت الاسماك بمختلف أصنافها ومسمياتها تجنى في السابق عن طريق الحضرة، وعلى سبيل المثال كان سمك الكراري والبسارة والقرقفان وكذلك الخثاق ومعظم الاسماك التي تظهر بالقرب من المياه الضحلة كان مصيرها داخل الحضرة.
أوقات الصيد
وعن أفضل أوقات الصيد عن طريق الحضرة يتدخل الصياد سعود النجار قائلا: إن الصيد يجوز في جميع الأوقات وليس مقتصرا على زمن معين، ولكن يفضل البعض فترة الشتاء واعتدال الاجواء، حيث يكون الصيد في الصيف ضعيفا نوعا ما، إلى جانب أن هناك نوعا من الأسماك يكثر بالقرب من الشاطئ أو الساحل والمياه الضحلة فى فترة الشتاء، ويكون فى محيط الحضرة.
ويذكر النجار أن هناك وسائل الصيد التقليدى الاخرى بجانب الحضرة، فهناك القرقور وشباك الكنعد “المناصب” والحداق والافاح وجميعها لايزال يعمل به الصيادون حتى وقتنا الحاضر.
التقنية الحديثة
كما يؤكد الصياد عبدالله مسلم بأن الحضرة قد غابت بسبب التطور وظهور وسائل التقنية الحديثة في الصيد، إلا أن أمر دورها كحرفة ومهنة يمارسها الصيادون تبقى عالقة في الاذهان، وكتراث للصيد للاجيال القادمة، كما انها تبقى من الوسائل المحافظة على المخزون للثروة السمكية في المنطقة ولابد من بقائها للاجيال القادمة، وأن وسائل الصيد الحديثة ومنها الصناعية تؤثر سلبا على البيئة البحرية ومخزون الثروة السمكية، ومنها ما يسمى بالجرف القاعي الذي اثر على مصائد الاسماك ومراعيها خصوصا مصائد الربيان.
اختلاف الزمن
فيما يؤكد عباس آل مياح بأن حضرة الاسماك كان اسمها “سطيح”، وأن الاسماك فى تلك الفترة كانت بكميات هائلة ومتنوعة وكان بيع المن وهو (16 كغم) 3 ربيات، وان بقية الاسماك الفائضة يتم تجفيفها بكميات كبيرة ويتم وضعها في الاخياش “أكياس” وإرسالها الى اسواق المنطقة.
ويؤكد ان نصب حضرة الاسماك في السابق كان يحتاج الى جهد ومشقة، وكان يتعاون في نصبها الجميع ويستغرق بناؤها قرابة الشهر، أما في الوقت الراهن ومع وجود المواد المستخدمة الحديثة، وهي الأسياخ والشباك الحديدية فلا يستغرق نصبها أكثر من خمسة ايام وهذا حسب حجم ومقاس الحضرة.